الفصل السابع: مهارة تعليم التعلم
المعرفة الإجرائية :
يفيد أندرسون( 1985)Anderson وهو مختص بعلم النفس الادراكي وباحث
في تعلم المهارة من خلال المعرفة الاجرائية, يفيد أن التعليم هو
مهارة تحتاج إلى معرفة ، ذاكرة وممارسة وأن كلما أتقن الطالب مهارة
عمل ما سواء كان العمل مستخدما أداة أو جهاز أو آلة ، كلما أصبح
العمل ذو كفاءة عالية حتى يستطيع الشخص أن يقوم بذلك العمل بشكل
آلي ومن دون وعي( ( Anderson 1985, p.8
إن اكتساب المهارة بالنسبة الى Anderson هي أساسا مستمدة من نظرية
النظام الإنتاجي Production Systems وهي تتشكل من قواعد ( إذا يكن) ،
أو بناء على جمل ( في حالة وجود حالة شرطية يكن هناك فعل ).
وقد استطاع Anderson من خلال نظرية النظام الإنتاجي أن يطور نظرية
المعرفة الإجرائية Procedural Knowledge وتقترح نظرية المعرفة
الإجرائية بان الأشخاص الذين لديهم معرفة بتركيبة أو عمل شيء ما ،
يمكن أن يقال بأنهم قد اكتسبوا المعرفة البيانية
Declarative Knowledge وهي تمثل معرفة الحقائق والأمور .
ومن الممكن دمجها مع معرفة بيانية أخرى لتكون استنتاج ، أي ممكن
استنتاج حقائق أو أمور أخرى من خلال الوعي .
وعندما تتفاعل المعرفة البيانية مع المعرفة الإجرائية تكون ما يعرف
بالمعرفة البيانية المصنفة Compiling Declarative Knowledge وهي
المعرفة البيانية المصنفة أو المعرفة الادراكية التي يصل إليها
المرء عندما يقوم بعمل ما يتطلب منه التفكير. وهي عملية تكوين
معرفة كاملة ينتج عنها بعد ذلك المعرفة الإجرائية
Procedural Knowledge والتي يتم فيها عمل الخطوات الإجرائية ويعتبر الشخص بها
بأنه اكتسب المهارة للقيام بهذا العمل, ويكون هناك عبء خفيف على
عمل الذاكرة العاملة وتعمل بدلا عنها الذاكرة القصيرة المدى مما
يفتح المجال لتنفيذ أوامر أخرى مستغلا تفرغ عمل الذاكرة العاملة .
ويين Anderson بان المرء عند تعلمه لمهارة ما يمر بثلاث مراحل كما
ذكرنا في فصل سابق، فهو عندما يحصل على الإرشادات والتعليمات تتكون
لديه تركيبة معرفية تعرف بالمرحلة " الادراكية" والتي تخزن فيه تلك
المعرفة كمرحلة أولى.
ثم يكون لديه شبكة من المعلومات ، التي ترتبط بعضها ببعض وهو ما
يعرف بالمرحلة "الارتباطية " كمرحلة ثانية.
ومن ثم عندما تقوى هذه الارتباطات من خلال الممارسة ، يستطيع المرء
أن يصل إلى المرحلة "التلقائية " كمرحلة ثالثة, وهي عندما يقوم
المرء بالمهارة بشكل آلي .
ومن خلال الممارسة تكون السرعة والدقة . ومن ثم اتباع الخطوات
جميعها بمهارة بحيث يستطيع المرء استخدامها بدون التفكير الواعي
بها فتأخذ قدرة التفكير السفلى مكانا في اللا وعي وتكون التركيبة
الادراكية أو المعرفية وتتفرع قدرة التفكير العليا لأمور اكثر عمقا
وإبداعا، لان القدرات الذهنية السفلى تقوم بالمهارة التلقائية بدون
تركيز أو وعي فتتحمل جزء لا يستهان به في التركيز والذاكرة وما
يكون لذلك من اثر في إعاقة عملية الإبداع .
إن احتراف مهارة العمل وتشغيل جهاز أو آلة أو أداة تتطلب عمل يدوي
، يبدأ بتركيز وانتباه ومعرفة بطريقة واعية ومن ثم من خلال
الممارسة والإتقان المتكرر تقوم الأيدي بالعمل بمهارة بطريقة آلية
بدون وعي وكأنه قد تم تخزين وانتقال المعرفة الإجرائية لهذه الآلة
أو الجهاز في الوعي الادراكي إلى اللاوعي الحسي أي إلى الأيدي .
اكتساب مهارة من خلال المعرفة الإجرائية :
من أمثلة القيام بخطوات المعرفة الإجرائية لاكتساب مهارة معينه ،
هي من خلال التعرف على برنامج أو على استراتيجيات معينة أثناء تعلم
المهارة
أولا : يتعلم المرء ما يجب عليه القيام به من خلال اتباع تعليمات
معينة . .
ثانيا : يتعلم ما يجب عليه أن يتجنب من خلال إضافة أو إلغاء أي
خطوة أو معلومة غير متواجدة في التعليمات .
ثالثا : إذا وقع خطأ أثناء عملية القيام بهذه المهارة ، والتي ممكن
أن تترك علة ما في إحدى الطرق التي ممكن اتباعها من القيام بخطوة
أخرى مختلفة تماما والتي من الممكن أن تساهم في عملية القيام بهذه
المهارة بشكل كامل .
وهذا النموذج يوضح فكرة معالجة العلة المتواجدة في البرنامج أو
الطريقة المتبعة للقيام بمهارة ما مثل ركوب الدراجة مثلا .
إن ممارسة وإتقان عمل ما مثل ركوب الدراجة ممكن أن يتطلب إلى :
1. الخطوات التي يجب القيام بها .
2. الخطوات التي يجب تجنب القيام بها ( أي عدم إضافة أو حذف أي
خطوة لا تنظمها الخطوات المطلوبة لإنجاز العمل(.
3. إذا حصل خطأ ما ممكن القيام بخطوة أخرى كحل لتصحيح الخطأ ،
أحيانا يرجع تصحيح الخطأ إلى عامل البصيرة والتي هي تفاعل فكرتين
نتيجة مطابقة الفكرة الذهنية الجديدة مع الخبرة السابقة .
ويفيد لولر Lawler (1985) الباحث المهتم بالتطوير الادراكي بأن من
الممكن تصحيح الخطأ من خلال البصيرة والتي هي نتيجة تفاعل تركيبة
ذهنية مع الخبرة أثناء عملية التعلم ، وذلك لان التعلم هو بصورة
عامة توافق تركيبات ادراكية أو معرفية تم اكتسابها .
ويرجع سبب الخطأ أحيانا إلى العوامل التالية :
بسبب النسيان غير المتعمد والمسبب في إضافة أو حذف خطوة من الخطوات
المطلوبة لإنجاز المهمة .
-بسبب عدم حفظ الخطوات المطلوبة بصورة تامة .
- بسبب حصول شيء غير متوقع ولم يسبق حدوثه من قبل ويكون مرجع
الخطأ في مثل الدراجة إلى مصمم الدراجة .
- بسبب عدم وضوح التعليمات لعدم احتوائها على خريطة معرفية وشرح
كاف من خلال مد المتدرب بمثل أو تشبيه بالمقارنة بحيث تكون الحطوات
للقيام بما قد تم التعرف عليه سابقا" مشابها" للخطوات المطلوبة
لركوب الدراجة .
وكما تظهر في الشكل البياني التالي نموذج لاكتسا ب المهارة حيث،
يظهر تكوين التركيبة المعرفية من خلال المعرفة ، الإرشادات والخبرة
. كذلك تظهر المعالجة الادراكية في عملية اتخاذ القرار في اختيار
افضل الاستراتيجيات للحصول على النتيجة المتوقعة . ويكون هناك
تقييم للاستراتيجية التي تم اختيارها من خلال عملية تحليل
الاستراتيجيات والذي عندما لا يتم اختيار الاستراتيجية الصحيحة أو
عندما لا تتوافق الصورة الذهنية مع المفاهيم المطلوبة يحدث الخطأ.
|