الفصل الثالث: بناء المعرفة الذاتية
تقوم هذه النظرية على أساس أن الطفل يبنى وينشئ معرفته بنفسه .
ومن رواد هذه النظرية بياجيه Piaget عالم النفس السويسري المنشأ
الذي يضع أهمية كبرى للتجارب التي يواجهها الطفل والتي من خلالها
يتم تطوير الطفل من الناحية الفكرية والتعليمية .
وتعتبر نظرية بناء المعرفة الذاتية التعليم على انه يتم بشكل رسمي
، بحيث يجتذب انتباه وتركيز الطالب وانه يمكن للذاكرة أن تكون
ذات فعالية اكثر إذا تم تصنيف المعرفة إلى فئات وأصناف
و يعتقد Piaget أن هناك أهمية كبرى لتعرض الطفل لكل ما هو جديد
ومثير في العالم من حوله. فتلك التجارب أو المواقف التي يواجهها
الطفل من الممكن أن تساهم إلى حد كبير في عملية التعليم ، وذلك كما
في قولهم : إذا كانت الحاجة أم الاختراع فالفضولية هي أم
الاكتشاف
إن وضع الطفل في بيئة غنية واحتكاكه بالعالم الخارجي ، يكون له
الأثر الكبير على تنمية مهارات التفكير ويساعده على ممارسة عملية
الاستكشاف الذاتي أثناء عملية التعليم . فهو يستطيع أن وجد في بيئة
غنية أن يبني معرفته بنفسه وبالتالي يستطيع إضافة معلومة جديدة من
خلال المعلومة المكتسبة سابقا.
ومن خلال تعرض الطفل لتجربة المحاولة والخطأ في اكتسابه مهارة
جديدة فهو يكتسب المهارة بسبب تكرار هذه التجربة. مثال على ذلك
وكما يقول Piaget هو اكتساب الرضيع لمهارة الزحف عند محاولته
للقيام بهذا الفعل عدة مرات فهو عندما يحاول القيام بعملية الزحف
من خلال تجربته لعدة طرق وأساليب للوصول إلى هدفه وهو الزحف فهو
ربما سيفشل عند محاولته ذلك لأول مرة أو ثاني مرة ثم سيصيب في
المرة الثالثة ، فلن يصل إلى الطريقة الصحيحة إلا بعد فشله مرات
عديدة.
ويذكر Piaget أهمية مرحلة التطور التي يكون قد وصل إليها الرضيع
وهي تعرف بمرحلة " الاستعداد " عندما يكون قد اكمل سبعة اشهر على
الأقل ، وكأنه بذلك يذكر القدرات الفكرية المبرمجة والاستعداد
الفطري للتعرف عليها واسترجاعها وهي مختلفة عن القدرات الفكرية
التي يكتسبها المرء من خلال تعرضه لبيئة غنية.
ويكون الفعل الحركي هو تفكير بدون نطق ،وهو يتداخل لبصبح فكرة,
ولذلك فكل أنواع التفكير هي أفعال وليست أقوال . ويشرح Piaget أن
هذا المثل يدل أن في هذه الحالة (الزحف) يكون الفعل الحركي داخلي
المنشأ وهو يشكل الفكر
Internalized to form thought Action is being
فالطفل كأنه بذلك يتصور الفعل في ذهنه قبل أن يقوم به ، ويكون فعله
الحركي الداخلي بمثابة تفكيره. والفكر هو ما يسبق الفعل ومن هنا
يأتي موضوع إمكانية الفرد من التحكم بأفعاله من خلال التحكم في
أفكاره .
و يعتقد Piaget بان " مرحلة الاستعداد " والتي تحدد بعوامل معينة
مثل العمر ، الخلفية الاجتماعية ، الخلفية اللغوية واختلاف اللهجة
هي عوامل مهمة لتعلم الطفل وتطوره ، وتعتبر مرحلة " الاستعداد "
مرحلة هامة لتجنب صعوبات التعلم .
كما يعتقد Piaget بان جميع الأطفال يمرون بمراحل معينة قبل أن
يكونوا على استعداد للاستيعاب الحفظ ، التعليل والتفهم بطريقة
منطقية ناضجة.
و يستطيع المعلم من خلال العرض ، الشرح أو من خلال توجيه الأسئلة
يستطيع أن يؤثر في اتجاه التطور الثقافي لدى الطفل إذا كان على
مقدرة لتمثيل وتوضيح ما يقال ويفعل
تعطي نظرية بناء المعرفة الذاتية أهمية لعامل النقل الحركي لتطوير
الذكاء والمنطق . وتصف أي فكرة بكونها نتيجة فعل داخلي قبل أن تأخذ
الشكل الخارجي
ويرى Piaget بان اللغة كذلك تتمثل في محادثة ذاتية (Ego-centric)
ومن ثم محادثة خارجية (External) والتي تضعف مع التفاعل الاجتماعي
الذي يتم بشكل كثيف
لذلك, تبدو أهمية التركيز على" مرحلة الاستعداد " التي قد يصل
اليها الطالب والتي يجب عدم تجاهلها عند تحديث المادة الدراسية أو
المنهاج الدراسي والأخذ بالاعتبار أن برامج الوسائط المتعددة
المنتشرة والتقنية في استخدام برامج الكمبيوتر وشبكة الإنترنت ، في
عصر التقنية والمعلومات يكسب الطالب به الكثير من المعلومات
السمعية أو المرئية أو الحسية والتي لها الأثر الكبير على استعداده
للاستيعاب السريع من المعلومات والفهم وتكون نتيجة لذلك سعة ذاكرته
قد اتسعت و أصبحت على استعداد لاستقبال مستوى أعلى من المعلومات
والمعرفة والذي ممكن أن يفوق من توقعات معلميه.
أما اللغة فهي بالنسبة إلىPiaget أداة للطالب لكي يقوم بالوصف
والتعبير عن العالم من حوله. وهي مهمة لان من خلال اللغة يتلقى
الطفل المعلومة ويكون اكتسابه مهارة لغوية مصقولة نتيجة تحادثه مع
أشخاص ناضجين أو تفاعله مع بقية الأصدقاء ، فيكتسب بذلك مهارة
لغوية في البيت والمدرسة وعادة تأخذ اللغة (اللهجة) التي يتقنها
الطفل طابع اللغة التي يتحادث بها الغير معه ضمن البيئة التي ينشأ
فيها ، واللغة لها أهميتها في عملية المشابهة والمطابقة
ِ Association and Accommodation التي يؤمن بها Piaget والمشابهة
ترتكز عادة على مرحلة التطور التي قد وصل إليها الطفل , أما
المطابقة فهي محاولة إيجاد شبه بين المعلومة أو التجربة التي
يواجهها الطفل حاليا ومطابقتها بالمعلومة أو التجربة السابقة
والمختزنة في الذاكرة.
وخلال هذه المرحلة تأخذ التجارب موقعا ما يعرف ب Schema وهي
التمثيل الفكري الذي يظهر ما يريد تمثيله
(Jones & Mercer,1993.
وتعني نظرية Schema " " وتأثيرها على عملية التعليم بان تخزين
المعلومات عند البشر عن موضوع أو شيء ما يتم في تركيبات معرفية
تسمى schemata وهي جمع لكلمة Schemaأي موقف ، فكرة أو شيء يدور
حول معلومة معينة على أساس الخبرة الفردية للشخص
(Sewell ,1990)
وهذه التركيبة المعرفية تسهل عملية الاستيعاب لموقف أو فكرة أو شيء
شبيه قد يتعرض له المرء مستقبلا". وتكون عملية التذكر أمرا" صعبا"
اذا كان لا بد من تذكر الموقف أو الفكرة أو الشيء من البداية دون
أن يكون هناك معرفة مبدئية أو بسيطة عنه. وتتم عملية البحث
والمقارنة للمعلومة الجديدة بالمعلومة المتواجدة لدى الشخص من خلال
التشابه والتطابق.
تعتمد فكرة بناء المعرفة الذاتية على مقارنة الطالب لخبرة تعليمية
وموافقتها مع الخبرة الموجودة لديه سابقا وبهذا يكون لديه تركيبة
ادراكية معينة . مثال على ذلك ، هو جعل النظريات الحسابية المجردة
Abstract مادية بسيطة حتى يستطيع الطالب مقارنتها مع المعرفة
المتواجدة لديه. ويقولScrimscraw ( 1993 ) بقراءته لبحث Papert
1993). p.17) بان هذه النظرية أيضا ستساعد الطالب بان يقارن خبراته
لبرنامج الكمبيوتر لوغو)
.Schema المتواجدة لديه عن موضوع
الرياضيات وبالتالي يكون لديه تطور إدراكي
"Schema " عندما لا تتوافق مع الواقع"Schema " أو للتركيبة الادراكية من خلال بيئة وخبرة غنية
مثال على ذلك ، عندما يتعلم الطفل كلمة جديدة " كلب " يتعلم هذا
الطفل بان لدى الكلب أربعة أرجل ، ذيل ،فرو وبأنه ينبح . وتيم
مقارنة هذه المعرفة ما يعلمه من الكلاب من خبرته السابقة . ويستطيع
بعدئذ أن يدخل هذه المعرفة الجديدة مع التركيبة المعرفية المتواجدة
لديه ، وإذا كان يتعلم لأول مرة بان هناك نوع واحد من الكلاب التي
لا تنبح ، يمكن لهذا الطفل أن يشابه و يطابق ومن ثم يغير schema أي
التركيبة المعرفية الموجودة سابقا" للتعامل مع هذه المعلومة
الجديدة. ويكون هناك تمثيل جديد لهذه الكلمة
(Scrimscraw ,1993)
وتوصي نظرية بناء المعرفة الذاتية والتي تعلق أهمية كبيرة على
تكوين تركيبات معرفية بان هناك أهمية كبيرة في تعرض الأطفال لتجارب
عديدة ومختلفة مما يثري تفكيرهم حتى يستطيعوا تطوير تركيبات معرفية
جديدة من خلال عمل التركيبات المتواجدة لديهم .
كما أن في هذه المرحلة تلعب الذاكرة دورا مهما أثناء معالجة
المعلومة أو التجربة المكتسبة حاليا من خلال مشابهتها بالمعلومة أو
التجربة المخزنة سابقا فيكون البحث عن التطابق من خلال الذاكرة
العاملة . لذلك ، يكمن تعرض الطفل لفيض من التجارب أهميته لأنه
يسهل عملية المشابهة بتجربة أخرى وسهولة إيجاد مطابقة من خلال
الذاكرة العاملة Working Memory.
و لذلك, تلعب الذاكرة دورا رئيسيا في التعليم لأنها تكون مصدر
للتجارب والتي هي مهمة في عملية التعليم . فعندما يكتسب الطالب
معرفة جديدة ، يتم استرجاع معرفة شبيهة في الذاكرة فتسهل عملية فهم
وإعطاء معنى للمعرفة الحالية .
كما أن الطلبة باختلاف تجاربهم وخبراتهم وتبادل الخبرات بين بعضهم
البعض يشكلون أساسا لتكوين بيئة تعليمية غنية .مثال على ذلك الطفل
الذي يتعلم في مرحلة رياض الأطفال إحدى مفردات الكلمات الجديدة ،
يستطيع فهم الكلمة الجديدة من خلال ربط ما تدل عليه الكلمة الجديدة
أو تعنيه بالمعرفة أو المعنى الشبيه لها والمخزن في الذاكرة .
فتكون عملية البحث والمقارنة لكي يتم التعرف على الكلمة الجديدة
ومعناها والمقروءة لأول مرة من قبل الطفل أسهل.
وبهذا يستطيع هذا الطفل الذي يتميز عن أقرانه بمعرفة كلمات عديدة
جديدة بسهولة ويسر, يستطيع عندما تتم عملية البحث والمقارنة في
الذاكرة أن ينجز ذلك بصورة سريعة بسبب تجربته المميزة في معرفة
كلمات عديدة مخزنة في الذاكرة ويكون على استعداد لاسترجاعها عند
تعلم كلمة جديدة شبيهة . وبذلك يكون العبء على ذاكرة هذا الطفل أقل
مما يميزه عن بقية الأطفال فتتفرغ الذاكرة للقيام بأعمال أخرى
يحتاجها من الفصل مثل معرفة كلمات اكثر أو تركيب جمل مفيدة أو غير
ذلك.
إلى جانب ذلك, يتعرض الطالب من خلال نظرية بناء المعرفة الذاتية
إلى معالجة فكرية بحيث يبني معرفته بنفسه من خلال وسائل وطرق
مختلفة كما يتعرض الطالب إلى خبرات متعددة في مواقف يبدي فيها رأيه
ويبني فيها معرفته الذاتية .
إن نظرية المعرفة الذاتية ليست نظرية تركز على تلقي التعليم فحسب ،
ولكنها تركز على عملية التعلم لأنها لا تضع قيمة على دور المعلم في
عرضه لأفكار ونظريات مختلفة يستقبلها الطالب على إنها معلومات
صحيحة دون نقاش أو اعتراض عليها من قبل الطالب بل تعطي المجال
للطالب لإبداء رأيه فآما يتقبل المعلومات كما تعطى بعد اقتناع
بصحتها دون جدل ، أو بنقاش عن ما قد يتراءى للطالب بأنه غير مقنع ،
أو بالمشاركة بإضافة معرفة جديدة إلى المعرفة المنقولة والمكتسبة
من قبل المعلم . إن بناء المعرفة الذاتية هو بمثابة فهم لمعنى
المعلومات المكتسبة أثناء التعلم.
إن التفاعل الاجتماعي مع الغير يولد الخبرة ، فتكون بذلك الخبرة هي
مصدر أساسي ليس لمعرفة الحقائق فحسب بل للحصول على معنى للمعرفة.
وتعزز نظرية بناء المعرفة الذاتية نصب هدف معين أثناء عملية
التدريس فيكون الدرس موجه نحو معرفة جديدة أو نشاط معين . وبالتالي
، يساعد نصب أهداف تعليمية معينة أثناء التدريس على إعطاء معنى
شخصي للمعرفة أو النشاط الذي يقوم به الطالب . فالطالب الذي يقوم
بمشروع دراسي له معنى شخصي لديه يعطيه القوة التي تدفعه على إنهاء
هذا المشروع بصورة جيدة
والقياس التمثيلي لنظرية بناء المعرفة الذاتية هو Levi- Strauss
وهو تعبير مجازي باللغة الفرنسية عن الشخص الذي يستخدم أدوات
البناء للبناء ،والشخص الذي من خلال الأدوات الفكرية التي بحوزته
يستطيع أن يبني معرفته الذاتية
Papert (1993) ويستطيع هذا الشخص
أن يقوم بالمهام معتمدا على العمل دون تخطيط مسبق. ويتم تقييم
فعالية التعليم من ضمن هذه النظرية من خلال مراقبة المعلم
للاستراتيجيات والطرق المختلفة التي يتبعها الطالب في الصف
كما يمكن معرفة المعالجة الفكرية للمعرفة المكتسبة من خلال التعرف
على ما يعلمه الطالب واستدلال هذا من ما قد لا يعرفه الطالب . لذلك
، كان Piaget يظهر رغبته في مراقبة أخطاء الطالب كما كان يظهر رغبة
في مراقبة أجوبة الطالب الصحيحة ومن خلال هذا التعرف، تظهر للمعلم
المعالجة الفكرية التي تتم عند الطالب ويمكن للمعلم حينئذ أن يفهم
كيف يبني الطالب معرفته الذاتية (Piaget ,1981)
وإذا كانت الأخطاء التي يرتكبها الطالب بسبب عدم وضوح الهدف ، تكون
إحدى الطرق لمساعدته هي التركيز على هدف النشاط وتجنب خطوات العمل
الذي لا يكون موجها نحو هدف معين من خلال توجيه الأسئلة والتي
بدورها تمحو نصف الأمور الأخرى مما يجعل الطالب يركز على هدف
النشاط من خلال عملية الإزالة الجبرية
Process of elimination (Underwood ,G. & Underwood, J. 1990
)
ومن الصفات المهمة في نظرية بناء المعرفة الذاتية كما ذكرنا سابقا"
هو دور الذاكرة والتي تعتمد على الخبرة المؤدية إلى المعرفة .
ومثال على ذلك اللاعب المحترف في لعبة الشطرنج والذي يحفظ ترتيب
اللعبة ، ولا يتصرف على أساس استراتيجيات اللعبة فحسب ولكنه يطور
لديه ذاكرة منظمة تساعده في تطوير كثير مما تعلمه ليتفوق بذلك على
اللاعب المبتدئ .
يعتقد Piaget بان الاستيعاب ، الذاكرة ،الانتباه، و التفهم له
علاقة مباشرة بعملية التعليم وتتغير بحسب التعليم والتطوير .
كذلك ، يعتقد Piaget
ان الكبار يتميزون عن الأطفال بقدرتهم على حل
المسائل بشكل منطقي بسبب قلة خبرة الأطفال مما يجعل عملية
الاستيعاب لديهم مختلفة عن الكبار . لذلك تكون المعرفة السابقة
والتي يكون مصدرها بيئة غنية مشبعة بالخبرات هي ما يمدهم بالمقدرة
على استيعابها.
وفي دراسة أقامهاDe Groot وهو باحث قام في سنة 1978 بعمل بحث على
لاعبي الشطرنج المحترفين لمعرفة سبب احترافهم لهذه اللعبة ، تبين
من خلال مراقبتهم وهم يفكرون بصوت عالي للتعرف على نوعية المعالجة
الفكرية لديهم ، أنهم عندما كانوا يقومون بتحريك قطع اللعبة ، وجد
أن المحترفين كانوا يأخذون مدة 10 دقائق في عملية التخطيط فيتعرفون
أولا على أماكن تواجد القطع لمعرفة مدى الضعف والقوة وكانوا
يتعرفون بذلك على حوالي 30 حركة محتملة يشمل ذلك على 3 أو 4 تحرك
أول مختلف .
وقد وجد De Groot أن اللاعبين المحترفين يعتمدون في تفوقهم في لعبة
الشطرنج على خبرتهم السابقة ، فكانوا يعرفون خصائص مواقع القطع
ويقومون بالتحركات المحتملة باعتمادهم على الخبرة السابقة اكثر من
اعتمادهم على تقييم التحركات المحتملة .
وقد انتهى De Groot في بحثه هذا إلى نتيجة أن الخبرة الغنية التي
كان يتمتع بها اللاعبون المحترفون هي استرجاعهم إلى الارتباط
المباشر في ذاكرتهم بين خصائص مواقع قطع الشطرنج والتحركات
والاستراتيجيات المناسبة لها .
ويعتبر De Groot أن احتراف مهن أخرى مثل مهنة الدهان والبناء يعود
إلى تجمع ارتباطات الخبرات .
كذلك ، بالنسبة لحل المسائل بصورة عامة لأن الذاكرة تلعب دورا"
هاما" . إن تعرض الأطفال إلى معرفة استراتيجيات وأساليب حل المسائل
الحسابية مثلا بشكل مكثف ودائم ، يمدهم بالمقدرة على التفكير
المنطقي فيتفوقون بذلك على غيرهم من الأطفال .
المحاكاة في التعليم:
وهي إحدى الطرق التعليمية التي تساعد في بناء المعرفة الذاتية لدى
الطالب. وهي نماذج من الواقع يؤدي المتعلمون فيه الأدوار المختلفة
، ويحللون من خلاله المشكلات ويتخذون القرارات وتعتبر إحدى
أساليب التعليم التي تعتمد على نشاط المتعلم وتقوم على الربط بين
النظرية والتطبيق في مواقف تبدو اكثر واقعية تساعد على تبسيط
المادة التعليمية وتوصلها إلى المتعلمين بطريقة مشوقة وجذابة
،ويكون الدور التمثيلي له أهمية فيها .
التعليم المتكامل أو الدمج في التعليم:
هو شكل من أشكال تطوير منهج المواد الدراسية المنفصلة يساعد في
بناء المعرفة الاتية لدى الطالب. وهو من نوع الإدماج مع الاختلاف
في شدة الترابط فإذا كان الإدماج تذوب فيه كافة الحواجز بين المواد
فان التكامل يبقي على بعض الملامح المتميزة لكل مجال من مجالات
المعرفة.
ولكن يوظف كل منها في معالجة موضوع ما بغض النظر عن انتماء هذا
القدر أو ذاك في المعرفة في مجال أو آخر .ويهدف البرنامج إلى إدراك
المتعلم للصورة الكلية اكثر من الجزئيات (أنظر النموذج في الصفحة
التالية).
والدمج في التعليم هو المنهج الذي يرفع الحواجز بين المواد
الدراسية المنفصلة وقد يكون بين مادتين أو اكثر في مجال دراسي واحد
، مثل التاريخ والجغرافيا والتربية الوطنية .
وهو يقوم على دمج المعارف المستعملة في اكثر من مادة لتكون مادة
واحدة وهي تساعد المعلم على بيان العلاقات بين مجالات المعرفة
المختلفة ووظيفتها
استخدام الوسائل التعليمية :
تساعد الوسائل التعليمية في أداء دور الأدوات المساندة للتعليم.
ومن الأمور التي تساعد على بناء المعرفة الذاتية هي استخدام الطلبة
لوسائل الإيضاح التعليمية التي تعتبر كأدوات تساعد على فهم
المعلومة هي المجسمات و الخرائط وغير ذلك مما يساهم في إيضاح
المعلومة.
تستخدم الوسائل التعليمية في نشاطات صعبة لفهم المواد وخاصة مادة
الرياضيات والعلوم .منها المكعبات والميزان التي تساعد على فهم
الأرقام, قياس الأشياء ، عمل التجارب وحل المسائل .
وتعتبر الوسائل التعليمية المستخدمة في المدارس بمثابة حلقة وصل
يستخدمها المعلم لتوصيل أفكاره وآرائه إلى المتعلم مقل المجسمات
التعليمية كالخرائط والرسومات, إلى جانب استخدام الأفلام التعليمية
والشرائح. ان كل هذا يساعد على إثراء العملية التعليمية وتفاعل
الطالب مع المادة الدراسية.
التعليم التقني أو تكنولوجيا المعلومات في التعليم :
يعتمد التعليم التقني أو استخدام التكنولوجيا في التعليم على مصادر
متنوعة للتعليم.
وهناك حديثا ، الوسائط المتعددة وتعتمد على حاسة السمع والبصر
واللمس فتقدم النص والصوت والصورة يساعد على ربط المعلومة المقروءة
والمعلومة المسموعة بالصو ت. وتستخدم حاسة البصر والسمع مع التفاعل
الحسي من خلال حاسة اللمس والتفاعل الحركي. وبالتالي تكون هذه
الحواس بمثابة أدوات تخزين للمعلومات في الذاكرة الذهنية, فيتم
التفاعل مع مادة المنهاج بواسطة حاسة اللمس والتفاعل الحركي
باختيار إجابات لأسئلة يسألها الكمبيوتر, من خلال حاسة البصر ورؤية
الرسومات والصور ، وحاسة السمع وسماع ما تقدمه التكنولوجيا من
مراجع تعليمية على أجهزة الكمبيوتر.
ولعل من احدث الوسائل التقنية هي استخدام برامج الواقع الافتراضي
والذي يضع الطالب في واقع افتراضي مماثل للواقع الحقيقيVirtual
Reality فيجعل الطالب في تجربة معايشة فعلية للمعلومات مما يساعده
على تثبيتها في الذاكرة .
فإذا كان هناك مساندة للمواد الدراسية ببرامج الحاسب الآلي مثل
الواقع الافتراضي يكون هناك تثبيت للمعلومة ويتم ذلك بممارسة
الطالب لتجربة تعليمية من خلال مشاركته الذاتية ببرامج تعليمية
مستوحاة من الواقع الافتراضي . فمثلا يمارس عملية تنفيذ إطلاق
صاروخ إلى القمر أو يشارك في تجربة معادلة كيميائية في مختبر من
خلال استخدام برامج الواقع الافتراضي.
و يمكنه من خلال استخدام الحاسب الآلي أن يتعرف على وسائل
المواصلات القديمة والحديثة بداء من السكك الحديدية والدراجات إلى
السيارات والطيارات . أو مثلا ، يتعرف على وسائل الاتصالات قديما
بداء من أسلاك التلفون والتلكس إلى الفاكس وشبكة الإنترنت من خلال
برامج الوسائط المتعددة .
إن جميع هذه المعلومات ممكن أن تكون معلومات مساندة للمادة
الدراسية من خلال عرض مشاهد حقيقية عن ما قد تتطرق إليه المادة
الدراسية أو كمادة خارجية واعتبارها إضافة فردية مثمرة للمنهاج.
فكما أن الطرق التعليمية المتنوعة تؤدي إلى نوع جديد من التفكير .
كذلك ، يؤدي تطور نوع جديد من التفكير إلى نوع جديد من التعلم .
كذلك, تساعد برامج الحاسب الآلي في رسوم ونماذج فنية على تفهم مادة
الرياضيات والعلوم . فهناك برامج الرسم والجداول البيانية التي
تساعد على عملية الإحصاء بمفهوم تقني.
مقارنة بين التعليم التقليدي وبين بناء المعرفة الذاتية
االتعليم التقليدي :
-
يعرض المنهاج بشكل جزئي ثم كامل ويكون التركيز على المهارات
الأساسية.
-
الالتزام الشديد بالمنهاج المقرر .
-
تكون النشاطات التابعة للمنهاج معتمدة على الكتب المدرسية وعلى
كتب تمارين العمل داخل الفصل .
-
ينظر إلى الطلبة على انهم لوائح صخرية تحفر عليها المعلومات من
قبل المعلم .
-
يتصرف المعلمون بصورة عامة بطريقة المواعظ لبث المعلومات على
الطلبة .
-
يبحث المعلمون على الجواب الصحيح كوسيلة لتقييم مدى تعلم الطالب .
-
ينظر إلى تقييم تعلم الطالب على انه منفصل عن التعليم ويعتمد
بشكل كلي تقريبا على الاختبار .
-
يعمل الطلبة منفردين .
التعليم من خلال بناء المعرفة الذاتية :
-
يعرض المنهاج بشكل كامل ثم جزئي ويكون التركيز على الأفكار
المهمة .
-
يكون تفاعل الطلبة من خلال توجيه أسئلة وإجابات لا تقتصر على (نعم
أو لا ) ويكون تفاعل المعلم تشجيعي .
-
تكون النشاطات التابعة للمنهاج معتمدة على المصادر الرئيسية
للبيانات وللمواد المدونة المؤثرة .
-
ينظر إلى الطلبة كمفكرين للنظريات الناشئة عن العالم .
-
يتصرف المعلمون بأسلوب تفاعلي ويساهمون في تسهيل المعلومات على
الطلبة .
-
يبحث المعلمون عن وجهة نظر الطلبة ليتفهموا الأفكار الحالية
للطلبة من اجل استخدامها في دروس لاحقة .
-
ينظر إلى تقييم تعلم الطالب على انه متمازج مع التعليم ويتم من
خلال مراقبة المعلم للطلبة خلال عملهم وخلال ما قد يقدموه من عرض
لأعمالهم .
-
يعمل الطلبة بشكل فرق متعددة متمثلا في عمل تعاوني أو جماعي .
مقارنة بين نظرية التعليم السلوكي وبين نظرية بناء المعرفة الذاتية
النظرية السلوكية :
حكم المتعلم تحكم بسيط أو لا تحكم مع النظر إلى المتعلمين على انهم
مستهلكين لعملية التعليم بشكل سلبي .
ا لتكوين مواد منظمة بطريقة رفيعة ، تقدم بشكل بسيط مع تواجد خطوات
صغيرة من اجل زيادة فرصة جعل الإجابة قابلة للمراقبة والتحوير بنحو
إيجابي .
ا لتحدي مكافآت كوسائل مصطنعة تأخذ شكل مكافأة خارجية لا علاقة لها
بالمتعلم مثل عرض توضيحات جذابة أو استخدام الصوت .
نظرية بناء المعرفة الذاتية :
مستويات معينة من التحكم مع النظر إلى المتعلمين على انهم مشاركين
فعالين ينصبون الأهداف لأنفسهم
مواد عادة ما تكون صعبة ومعقدة مما يسمح لإمكانية
اعتبار محتوياتها مختلفة للقيام بعدة معالجات .
مكافآت داخلية يتم الحصول عليها مقابل الانتهاء من
الأعمال الصعبة بنجاح .
|