الفصل الثاني:  التعلم الإيجابي أساس بناء الثقة بالنفس


الفصل الثاني:  التعلم الإيجابي أساس بناء الثقة بالنفس

1- أهمية مخاطبة الوالدين للطفل بإيجابية وأثر ذلك على ثقته بنفسه:

لا شك أن الأم هي معلمة طفلها الأولى وأن البيت هو مدرسته الأولى التي يفتح الطفل عينيه فيه ليرى العالم الصغير حوله. وفي هذا العالم الصغير يجد إحتياجاته الأساسية من مأوى وطعام وشراب وأمان. ولكن يبقى هناك شيء أساسي لإضفاء عامل هام في تكون شخصيته ألا وهو عامل الثقة بالنفس.

وضع "ماسلو" Maslow في موضوع الحث والتشجيع Motivation المعروف "بسلم الحاجات عند ماسلو" السلم التالي:

- الإحتياجات الفسيولوجية: Physiological Needs (الجوع والعطش).
- الأمــــان: Security (السلامة، الحماية من الأخطار).
- الحاجة في الإنتماء: Affiliation (الحب، الصداقة، الشعور بالإنتماء).
- الثقة بالنفس: Self Esteem (الشعور بالإنجازات، الشعور بإحترام وقيمة الذات).
- تحقيق الذات Self-Actualization: )الإيمان بالإمكانيات الكاملة).

وللثقة بالنفس أهمية بالغة، حيث قال "ماسلو" إنها إحدى الحاجات الضرورية للطفل. لذلك، كان زرع الثقة بالنفس عند الأطفال عند الأطفال وبذل الوقت والجهد في ذلك هو خير من أي شيء آخر يقدمه الوالدان لأطفالهم. وهناك أمثلة كثيرة في التاريخ، كذلك في وقتنا الحاضر والتي سنذكرها لاحقا، على الإبداع والعبقرية والتي كان أساسها الثقة بالنفس.

إن الثقة بالنفس هي نتيجة الإقتناع الكامل والإيمان دون شك بإمكانيات الذات والقدرة على فعل ما يريد المرء أن يفعله بنجاح وبصورة أفضل من الغير. لذلك، كان الشخص الذي يتمتع بالثقة بالنفس، دائم التفوق والإبداع. ذلك، لأن النجاح المدعوم والمساند من قبل الأهل والأصدقاء، كان يشجع في أن ينتقل الشخص من نجاح الى نجاح.

يقول العالم النفسي سكينر “Skinner” بأن السلوك أو التصرف الذي يعزز أو يدعم بطريقة إيجابية، يميل الى أن يعيد نفسه.

ويقول إبراهام لنكولن Ibraham Lincoln: "كل ما فعلته، أدين به الى والدتي". ذلك، لأنه كان يرى أن إيمان وثقة والدته به هي سبب نجاحه في الحياة.

2- الإبداع والتفوق هو نتيجة الثقة بالنفس:

كما أن تأثير الوالدين يبدو لنا في البيئة التي نشأ فيها الموسيقار "موتسارت" الذي كان طفلا في السابعة من عمره عندما ألف أولى سيمفونياته. وهو الذي لم يدخل أي مدرسة قط وإنما علمه أبوه القراءة والكتابة والعزف... والباقي أكمله الطفل بعقليته الجبارة... والذي قال إحدى المرات لوالده وهو يبكي:

"ولكني لا أجد وقتا لنظم الشعر... أريد أن أسجل موسيقى الشعر التي ترن في أذني... ساعدني يا أبي... كيف تكون لي يدان أخريان... إثنتان أكتب بهما الموسيقى واثنتان أكتب بهما الشعر... وإثنتان أرسم بهما... أريد كل ذلك... ولكني لا أجد الوقت لأعزف وأنظم وأرسم في نفس الوقت!

وإختار موتسارت فتاة لها دراسة بالموسيقى... وقالت له بمنتهى الصراحة: أريد رجلا طويلا عريضا لا قزما مثلك! وكان يقول لها: أنا أطول من أي رجل خلقه الله... صدقيني... أنا أعظم إنسان في هذا الزمان. أنا على يقين من ذلك... وإذا لم يعترف أحد بعبقريتي فإما أنه أعمى أو أخرس، أو هو الإثنان معا: حقود حسود!

وله مثل هذه العبارات: أنا إنسان غير عادي... ولذلك يجب ألا ينطبق أي قانون على موهبتي..

عبقريتي بلا حدود.. ويظلمني كل من يحاول أن يضع لها قيودا!

يجب أن يحسدني الناس وأن يحقدوا علي... فأنا شمس تنطفىء فيها كل المصابيح الصغيرة!

قال: طبعا غريبة... لأنني لست مثل أي أحد... ولن يكون مثل أي أحد!

وقيل له: ألا تتواضع؟
قال: إن الله خلقني فوق الناس فكيف أتنازل عن حق إلهي..
وقيل له: بل يجب أن تتواضع مهما كانت عظمتك.
قال: ليس عندي وقت لذلك!
قيل له: ومن قال إنك أعظم مؤسيقار؟
قال: أنا.
قيل له: ألا تترك ذلك للنقاد؟
قال: لا... لأنهم لن يفعلوا!
قيل له: يجب أن تتأدب في حضور الأمبرطور؟
قال: ولماذا لا يتأدب هو فأنا إمبراطور أيضا... إمبراطوريتي أبدية!

وهنا نتساءل تُرى كيف كانت والدة الفنان العريق "موتسارت"... كيف كانت تلك الأم تعزز الثقة بالنفس لدى طفلها... وهل كانت بالسابق تعلم بتأثير الثقة بالنفس على إبداع إبنها أم يا ترى جاء هذا الإبداع نتيجة الصدفة.

3- أهمية تطوير مفهوم إيجابي للذات من قبل المدرسة وأثر ذلك على ثقة الطفل بنفسه:

إقترح "وليم بيركي" على المربيين أن يطرحوا على أنفسهم أسئلة محددة في سعيهم لتطوير مفهوم إيجابي للذات. فيما يلي بعضها:
- هل أصور نفسي أمام طفلي إنسانا أسعى الى بنائه وليس الى تحطيمه؟
- هل أتحدى الظروف أمام طفلي كي يعرف إنني أهتم به بإعتباره فردا؟
- هل عبرت عن توقعاتي وثقتي بأن الطفل قادر على إنجاز العمل الموكل إليه، وبأنه قادر على التعلم، ويتسم بالكفاءة؟
- هل تعبر ممارساتي عن صدقي في تعاملي مع أطفالي؟
- هل اغتنم كل فرصة متاحة لإقامة التواصل السليم مع كل واحد من أطفالي.

يقترح عالم النفس الأمريكي الآخر "جينو" عددا من الأساليب التي يمكن للمربي إعتمادها لتعزيز المفهوم الإيجابي للذات لدى الأطفال. وفيما يلي بعضها:

- ضبط المربي لغضبه:
يعتقد "جينو" أن على المربي أن يكبح جماح غضبه بحيث لا يتناول بالنقد شخصية الطفل، بل ينتقد السلوك. ويمكن للمربي التعبير عن غضبه بهدوء ودون صراخ أو توتر.

- تزويد شخصية الطفل بمرآة:
ويتم ذلك من خلال طرح المربي لعبارات إستفتاحية للحديث: مثل "الإستجابة الموضحة Clarifying Response" كقوله للطفل مثلا: "يبدو أنك سعيد اليوم" أو "لقد شاهدت شيئا مبهجا" أو "لماذا تبدو حزينا" وغيرها من الإستجابات الموضحة التي يطرحها المربون بحيث تساعد هذه العبارات الطفل من أجل أن يعبر عن مشاعره وخواطره.

- الإعتراف بالعمل الجيد دون تمييز بين الأطفال:
وذلك عن طريق التعزيز الإيجابي (الإثابة) بأمانة وصدق، ودون تمييز أو محاباة بسبب الجنس أو التحصيل.

- تقديم النقد البناء:
وهذا لا يتضمن النقد السلبي الجارح، بل النقد الذي يشير الى الخطأ ويقدم العلاج المناسب فورا، على أن يتم ذلك بشكل لطيف وودي ودون رياء.

النظام:
والنظام هو فكرة تبدأ في العقل لتترجم وتنفذ بأعمال وسلوك. وعملية إتباع النظام تعلم حل المسائل مثل أن يتعلم الطفل النظام في المحافظة على غرفته منظفة ومرتبة وذلك بأن يضع كل شيء في مكانه الخاص. كما أن النظام ممكن أن يكون في تناول الوجبات الغذائية في وقت معين. فعلى الوالدين أن يضعوا نوعا من المثال Pattern من الأنظمة والقوانين يتبعها الطفل وتكون كالخريطة التي تبين حدود معالم مختلفة من الأنظمة والقوانين.

4 – ما تتوقعيه من طفلك تجديه يصبح أمرا واقعا:

إن الطفل الصغير، يتصرف كما يتوقع الغير منه. فإذا كانت توقعات والديه منه إيجابية، ينعكس ذلك على تصرفاته. مثلا، إذا توقعت منه أمه أن يأتي بمجموع ممتاز في مادة الرياضيات فتقول له: "إنني لمتأكدة أنك ستأتي بمجموع ممتاز في مادة الرياضيات لأنك تفهم مادة الريضايات بسرعة وتحبها كثيرا". لا شك أن الطفل سيحقق ما توقعت منه والدته لأن ثقته بنفسه قد إختزنت في عقله الباطني وكأن عقله الواعي ينفذ أوامر عقله الباطني. ويكون العكس صحيحا، بمعنى إذا كانت الأم تقول لطفلها: "لا أعتقد أنك ستأتي بمجموع ممتاز في مادة الرياضيات لأنك لا تفهم مادة الرياضيات بسرعة ولن تحبها أبدا". هذه الأم بجهلها تعتقد أنها بذلك تتحدى طفلها أن يثبت لها العكس ولكن هي بتوقعها منه أنه لن يأتي بمجموع ممتاز في مادة الرياضيات، ستكون النتيجة مثل ما توقعت. وهو إن حاول كثيرا أن يحصل على مجموع ممتاز، فسوف يأمر عقله الباطني الذي إختزن ملاحظات أمه، حتى وإن لم تكون حقيقية عنه، العقل الواعي أن يحقق تلك التوقعات.

ونحن كثيرا ما نرى في حياتنا اليومية، ما يُثبت ذلك. وذلك عندما يأتي بعض الأقارب أو الأصدقاء للزيارة وقد تذكر الأم شيئا عن طفلها سواء أن تصفه بصفة معينة أو تبدي ملاحظة عنه كقولها: طفلي يحب النوم باكرا. هذا الطفل إن سمع هذا المدح وتوقعات أمه منه إختزن ذلك في عقله الباطني (اللاواعي) وكان لعقله اللاواعي أن يبذلك جهده على أن لا يخيب توقعات أمه وأن يعمل على تحقيق تلك التوقعات فتراه يقول لها: "أريد أن أنام باكرا لأنني أحب النوم باكرا".

والمعروف علميا أن الإنسان لا يستطيع ، يفكر بأمرين في وقت واحد أو بفكرتين متضادتين وهو بالتالي لا يستطيع أن يتخيل موقفين مضادين في نفس الوقت. فإذا كان تفكيره بشيء ما بطريقة سلبية أو كان موقفه سلبيا فمن الصعب أن يفكر بهذا الشيء بطريقة إيجابية في نفس الوقت.

إن من أكثر الأخطاء الشائعة هي ظن الوالدين بطفلهما الظن الخاطىء فإذا أبدى الوالدان خوفهما من فشل طفلهما في التحصيل الدراسي، سيتم لهما ما توقعا وسيفشل الطفل لأن الخوف من الفشل هو الفشل. فتوقعات الوالدين هي التنبؤ بنتيجته قبل الحصول عليه، والتي تعرف بإسم Self fulfilling prophecy or (Pegmallion Effect) وهذا الكلمة مشتقة من الميثولوجيا اليونانية والتي تعني تحقيق التوقعات الفكرية. وكما يقال الحقيقة هي واقع وتجسيد للخيال، فالخيال هو بداية الطريق المؤدي الى الحقيقة.

ومن هنا نستنتج بأنه إذا كانت توقعات الوالدين بأن تحصيل طفلهما سيكون منخفض، تكون النتيجة مثل التوقع، Low expectation equals low performance لذلك نستطيع القول أن هناك أهمية قصوى في أن يكون هناك تعزيز إيجابي لتصرفات الطفل أو تشجيعه بإضفاء مشاعر المدح والفخر بأهمية أعماله، مما سيدعم ثقته بنفسه وسيُخلق خيالا تصوريا Image لدى الطفل ورؤية لتفوقه ونجاحه. وبالتالي ستتحقق التوقعات نتيجة التعزيز الإيجابي.

4- تأثير الكلمة على نفسية طفلك:

"سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عما يكتمه الناس في ضمائرهم، هل يعلمه الله فقال: نعم. وقال أيضا الأطيره وخيره الفال. قيل يا رسول الله وما الفال؟ قال الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم".

للكلمة أهمية من ناحية الفرد بما يحادث به نفسه فيؤمن به. فإما أن ترفع من نظرته نحو نفسه فيزيد ثقة بنفسه أو أن تقلل من شأن نفسه فتهبط عزيمته وتصيبه بالإحباط. كذلك، هناك أهمية من ناحية تأثير الكلمة على الغير. فهي إما أن تساعد الشخص اليائس بأن يؤمن بقدراته وإمكانياته أو أنها تذله فيؤمن بأنه إنسان فاشل.

الكلمات المصطحبة بالنية الصادقة تجعلك تحقق ما تشاء، وبطريقة غير مباشرة تجعلك تؤثر على الغير لتحقيق ما يشاؤون والعكس صحيح أيضا، كما إن للغير إمكانية للتأثير عليك بالكلمة.

يقول تايس Tice: "إن ترديدك للكلمات مع وجود النية الصادقة لتحقيق الأمر الذي في بالك، عدة مرات في اليوم وخاصة في الصباح الباكر أو قبل النوم وتخيلك للأمر وكأنه فعلا قد تحقق، كل هذا(الكلمة والشعور والتخيل) يُسجل في ذاكرتك فيدفعك الى التصرف التلقائي لتحقيق هذا الأمر فعلا.



وهذا ما ذكر في قوله تعالى: "وإن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى" (سورة النجم, الجزء السابع والعشرون, آية رقم39 )ٍ . فالسعي هو التخيل والتصور، وهو الرؤية لموقف ما ومن ثم العمل على تنفيذه.


1- تأثير البيئة على نفسية طفلك:

على الأم أن تتحدث مع طفلها دائما وتجعله يبدي رأيه وإقتراحاته. وهي تسطيع أن تحادثه وكأنه شخص ناضج، تعلمه كيف يفكر، يخطط ويتذكر الأشياء. مثلا، عند الذهاب الى السوق أو الذهاب في نزهة، تستطيع الأم محادثة طفلها بأمور تتعلق بشراء إحتياجات المنزل أو كيفية الإستعداد للقيام بنزهة أو رحلة.

إن محادثة الطفل الصغير تعلمه تحليل الأمور عند التفكير والعمل على إيجاد الحلول. كل هذا ينعكس على تعزيز عملية التفكير الصحيحة وبالتالي على تحصيله العلمي في المدرسة ونجاحه في الحياة العملية.

إستنادا الى الدكتورة ماريان دياموند Dr. Marian Diamond وهي باحثة إهتمت وأظهرت تأثير البيئة بإختلاف أنواعها على أدمغة الحيوانات. لقد قامت هذه الباحثة بتجارب علمية على فئران مختلفة. "وكانت الفئران التي تعرضت الى بيئة تتمتع بقفص كبير يضم مجموعة منها يلعبون مع بعضهم البعض. والأهم من ذلك، كان وجود الكثير من الألعاب مثل الدواليب والكور التي كانت تخيط بهم، كانوا يتمتعون بهذه الألعاب ويكتشفوها، يحدقوا النظر إليها ويتحققوا منها، يقذفونها، يدحرجوها ويصعدوا عليها. وفئران أخرى كانت تعيش في بيئة إنعزالية أو مختبر عادي لم يحتوي على شيء من هذه الألعاب. وقد حصلت الفئران التي تمتعت ببيئة غنية الكثير من المعرفة والتجارب مما يساعد على التطور الذهني لديها. أما الفئران التي حُرمت من هذا فقد كانت تتمتع بذهن محدود المعرفة".

والباحثة ماريان دياموند تؤمن أن تغير البيئة، "ممكن أن يغير حجم الغدة النخامية Cortex بنسبة 11%. وفي تجربة أخرى، أظهرت أنه بمجرد صعود الفئران على مجموعة مكومة من الألعاب من أجل الحصول على الطعام، سبب ذلك لبعض أجزءا الرؤية الموجودة في Cortex من أن تزيد بنسبة 7%".

لذلك، نجد أن هناك فرق كبير بين الطفل الذي يتعرض الى بيئة غنية بالتجارب التعليمية، وبين الطفل الذي لم يأخذ نصيبه من هذا فالطفل الذي يخالط ويناقش الكبار في محادثاتهم وتحليلهم لأمور لا تعلو على قدرته وإمكانياته لفهمها وإدراكها والذي يتعلم الكثير من خلال اللعب ويتعرض لحياة مفعمة بالمعلومات وزاخرة بمباهج الحياة التعليمية... يتمتع بذهن مليء بالتجارب المفعمة بالمعرفة والمعلومات، بينما يكون الطفل الذي لم يتعرض الى كل التجارب الغنية، طفلا ذا ذهن محدود العلم والمعرفة. وذلك الفرق هو مثل الفرق بين الشاب الجامعي والمثقف والذي نجد أحيانا أن المثقف الذي لم يحصل على شهادة عالية ولكن على إطلاع بمختلف العلوم العلمية والإجتماعية وعلى محاكاة وإختلاط مع الغير قد توسعت مداركه الذهنية وتجاربه اليومية ويُعتمد عليه في تولي المسيؤولية والإستشارة في الأمور الصعبة وصنع القرارات السليمة. وبين الجامعي، غير المثقف الذي وإن حصل على شهادة عالية في تخصص معين، يجهل العمل بمواضيع مختلفة وتحددت أفق المعرفة لديه، ينظر الى معظم الأمور بمنظار ضيق ومحدود، فنرى تقييمه للأمور ضعيفا والقرارات التي يتخذها سيئة غير مبنية على أسس صحيحة وسليمة. وسليمة.

2- طفلك وأخطار مشاهدة التلفاز:

ونعود لذكر فوائد إستخدام الطفل للكمبيوتر عند سماعه لقصة تروى على جهاز الكمبيوتر، والتي تمكنه من فهم ومعالجة المعلومات بصورة أفضل من مشاهدته لقصة تروى على جهاز التلفاز. فالطفل بحاجة أن يعي ويفهم ما يسمع ويرى. فقراءته لنص القصة الذي غالبا ما يرافق القصة المروية على برامج الكمبيوتر يستدعي التركيز بسبب تسلسل الأفكار الكثيرة مما يؤدي الى تفاعله مع الجهاز Interactivity من خلال تحكمه في الإنتقال من صفحة الى صفحة. وبذلك يأخذ دورا إيجابيا Active بينما يأخذ دورا سلبيا Passive عندما يشاهد جهاز التفاز، لكونه لا يتفاعل معه كليا. كذلك، غالبا ما تنمي عملية المحادثة التي تتم بين الطفل ووالديه عند العمل على جهاز الكمبيوتر مهارات اللغة وفن الإصغاء لديه. وبذلك، يشعر الطفل بسعادة وثقة كبيرة بنفسه عندما يرى والديه يشاركانه اللعب ويساعدانه على تعلم حل المسائل الحسابية مستخدمين البرامج التعليمية والترفيهية المختلفة.

"وقد أُثبت علميا بأن مشاهدة جهاز التلفاز لمدة طويلة من الممكن أن يكون له تأثير الإدمان على الدماغ لكونه يغير التموجات الكهربائية بطرق قد تسد أو تعيق نشاط عملية التفكير. وقد وجد باحثون كثيرون في جامعة إستراليا أمرا يسترعي الإهتمام بأن مشاهدة التلفاز لمدة طويلة قد تُسبب حدوث حالة العقل الخامل، Syndrome of mental inactivity والتي من الممكن أن تدخل في عمليتي التفكير والتركيز". وكما يقول Dr. Waber والذي نُشر له دراسة عن عمل الدماغ في عام 1984: "كلما فهمت كيف يعمل الدماغ، كلما عرفت كيف تُعلم".

The better you understand how the brain works, the better you know how to educate

3- طفلك وأخطار إستخدام ألعاب الفيديو:

إن أخطار ألعاب الفيديو لا تقل عن أخطار مشاهدة جهاز التلفاز وذلك لكون هذه الألعاب هي في معظمها ليست ذات فائدة تعليمية.

إن ألعاب الفيديو هي ألعاب مثيرة ولكن تبقى قيمتها التعليمية محدودة. ولكن هناك نواحي إيجابية يجب ذكرها وهي أنها تساهم في بناء الخيال لدى الطفل عن طريق الفكر لا الكلام. فألعاب الفيديو، مثل ألعاب Arcade قد تساهم في تنمية وتطوير تفكير الطفل من خلال بعض المنطق وعملية المحاولة والخطأ Trial & Error وعملية التوافق في إستخدام العينين واليدين بتناسق Mind & Eye Coordination وتشجيع الجوائز الخارجية Extrinsic Awards مثل: "حاول أن تحصل على الإجابة الصحيحة لهذه المسألة

الحسابية ويمكنك أن تنتقل ضمن هذه الشبكة من المتاهات Maze". ( Endangered Minds, Jone Helly, 199)

ولكن لا تخلو بعض ألعاب الفيديو من عامل العنف حيث يحتوي بعضها على تعليمات مثل، "أقتل واهجم “Kill and Attack” وتكون بذلك مثل بعض برامج التفاز، ولكن مع وجود بعض التفاعل Interactivity من قبل الطفل.

والآن، نتساءل كيف يمكن للأسرة المساهمة في إستثمار وقت طفلها في مرحلة ما قبل المدرسة لكي يُعد إعدادا سليما لها. فليس قضاء الوقت الطويل في مشاهدة التلفاز هو خير وقت يقضيه الطفل بل هو الوقت الذي تبذل الأسرة وخاصة الأم جهدها في تشكيل تفكيره من خلال تعرضه لتجارب تعليمية عديدة في شتى المجالات مثل مجال الفن والموسيقى والمطالعة المثمرة والقيام برحلات تعليمية مثل المتاحف والمصانع وغير ذلك.
 

     
open all titles close all titles  

الكشافـــة

open / close tile

السياحة في السعودية

open / close tile

الأسرة وبرمجة التفكير الإيجابي

open / close tile

مهارة تعليم التعلم

open / close tile

موضوعات متعلقة

open / close tile
حقوق النشر محفوظة  -  Copyright  2008 RightToEducate. All Rights Reserved