الفصل الثاني: التعليم السلوكي
نظرية التعليم السلوكي :
نظرية التعليم السلوكي هي مدرسة من مدارس علم النفس , بحيث تعتمد
على الاستجابة لمثير معين, بدون أن يكون هناك أي مرجع إلى العمليات
الفكرية بشكل واع. وهذا يشكل القاعدة الأساسية لهذه النظرية.
نبذة عن نظرية التعليم السلوكي :
يتم التركيز فيها على أهمية الدراسة الموضوعية للاستجابات الفعلية
، أو على درس السلوك الظاهر على افتراض ان هناك أساسا فيزيولوجيا
لكل سلوك. وتؤكد هذه النظرية على الاقتران الشرطي باعتباره قاعدة
للتعلم ، وتعتمد الطرق التجريبية ومبادئ المعاينة. وتسترشد هذه
النظرية بدراسة السلوك الحيواني في ظل ظروف مقررة ، وتصل في صيغتها
المتطرفة إلى رفض الوعي والعمليات الواعية .
و ترتكز نظرية التعليم السلوكي إلى نوعين من الأنواع المزدوجة,
أحدهما اقتران أو اشتراط كلاسيكي , والآخر اقتران أو اشتراط حركي .
يحدث الأول عندما يتوافق حدث منفصل بشكل طبيعي لا إرادي مع مثير
معين ، ومن اكثر الأمثلة على الاشتراط الكلاسيكي هو ملاحظة
بافلوفPavlov بان الكلاب يسيل لعابها عند رؤيتها للطعام وعند
سماعها للجرس الذي يعلن موعد قدوم الطعام . وهذه الاستجابة يتم
تكرارها مع مثير آخر (سماع الجرس) مقرون بالمثير الأول ( سيل
اللعاب) .

وبالنظر إلى العلاقة بين المثير والاستجابة في الاشتراط الحركي,
يعتبر أحد رواد هذه النظرية سكنير Skinner و الذي ارتكزت أفكاره
على قاعدة الاشتراط أو الاقتران الشرطي Operant Conditioning
وتقويم التصرف على أساس تعزيز استجابته لمثير فعلي . وهو نوع من
نظام تغذية راجعة Feed back system فإذا كان هناك تعزيز مثل إعطاء
حافز كنوع من الاستجابة لسلوك أو تصرف معين تشكل تلك الاستجابة
سببا لتكرار نفس هذا التصرف أو هذا السلوك فيكون بذلك عامل تشجيع
على معاودة النمط السلوكي الذي أدى إلى بعث الرضى والسرور في النفس
. مثال على ذلك هو الطريقة التي اتبعها Skinner في استخدام طريقة
التعزيز عندما كان يعلم الحمام الرقص واللعب بالكرة في مكان صغير
فكان الحمام يستجيب لإثارة معينة .
ولكن يعتقد بعض الباحثين بأنه قد لا تكون هناك تأثير كبير للحافز
الخارجي على اكتساب العلم وإنجاز عمل ما . و ذلك بناء على نتائج
الباحثين Lepper , Greene & Nisbett
1973 بان أطفال الحضانة
الذين كانوا يحبون العمل بالأقلام الملونة والذين كانوا قد وعدوا
بحافز خارجي لقيامهم بهذا العمل ، كانوا يلعبون ويستخدمون هذه
الأقلام أقل من الأطفال اللذين لم يحصلوا على حافز خارجي.
كذلك تفيد أبحاث Piaget , 1985 ; Bruner , 1962 بان النشاطات
المقرونة باللعب والتي ينشأ من خلالها حافز داخلي لدى الأطفال تشجع
على التعليم . لذلك يكون الحماس الذي يقوم على قاعدة الحافز
الداخلي بما في ذلك من رضى وتحقيق للذات اكثر فعالية من الحماس
الذي يقوم على أساس الحافز الخارجي . وذلك يظهر من خلال ملاحظة
الأطفال الذين يشعرون بالحماس عند قيامهم بنشاط تعليمي ، يبذلون
وقتا وجهدا كبيرا في هذا النشاط ويشعرون بالرضى ويمكنهم أن ينقلوا
تعلمهم هذا إلى الحياة الواقعية مستقبلا .
وينشأ الحماس لدى المتعلم أيضا من خلال إسماع المعلم له كلمات
المدح والإطراء والتقدير عند قيامه بنشاط ما وذلك التعزيز الإيجابي
يبث في نفسه الثقة في النفس والشعور بالتفوق لشعوره بالتميز
والتفوق عن بقية أقرانه ويكون تقييم التعلم من ضمن نظرية التعليم
السلوكي من خلال المراقبة ومن خلال اختبار الورقة والقلم والإجابة
على أسئلة تعتمد على حفظ الطالب للمعلومات التي تم تلقيها في الصف
من غير أن يكون هناك أهمية للعملية الفكرية عند قيام الطالب بأي
عمل.
وتعتمد هذه النظرية على أساس الوصف المقدم من المعلم للطالب اكثر
من الاعتماد على ناحية الاستكشاف من قبل الطالب. بالإضافة إلى أن
الإثراء والاستجابة هي عبارة عن اكتشاف واستنباط العلاقات
والترابطات بين منبهات تغذية راجعة .
ملخص متطلبات نظرية التعليم السلوكي
* أن يكون التعلم تجربة مثيرة ومعززة ، وذلك عند إثارة تعليم شيء
ما مثير ينتج استجابة مثيرة.
*أن يتم تشجيع الطالب بطريقة فورية . وإلحاق التصرف المعني بتعزيز
إيجابي فوري لكي يتم إمكانية تكرار هذا الفعل من قبل الطالب مرة
أخرى .
* أن يعتمد التعليم على الحافز مما يشكل ضرورة أساسية للتحصيل
العلمي . والحوافز نوعان منها داخلي وجوهري والآخر خارجي أو عرضي .
والحافز الداخلي هو عمل نوع من الصلة والترابط بين النشاط التعليمي
المكتسب وبين نشاط واقعي مستمد من الحياة العملية .
ومثال على هذا هو إتاحة الفرصة للطفل للقيام بعمل جماعي تطوعي مثل
القيام بعمل زيارة إلى أطفال آخرين في الجمعيات الخيرية أو المرضى
من الأطفال في المستشفيات ، والتي يشعر الطفل بعدها بأن هناك قيمة
شخصية لإشراكه الفعلي في خدمة المجتمع ومثالا على الحافز الخارجي
هو إعطاء الملصقات التشجيعية أو هدايا وجوائز .
نشاط ممارسة نظرية التعليم السلوكي ضمن نشاط التغذية السليمة :
استجابة الطفل لتفهم ممارسة نشاط ما من خلال استخدام طريقة التعزيز
الإيجابي معنويا عن طريق كلمات الإطراء والمدح والتشجيع وماديا عن
طريق إعطاء ملصقات ملونة .
نشاط التعرف على الغذاء الصحي :
-
يقوم الطلاب بالتعرف على أهمية الخضار و الفواكه و تذكر الآية
التي يشار فيها إلى أنواع الفاكهة في القران الكريم مثل التين "
والتين والزيتون وطور سنين ،وهذا البلد الأمين ،لقد خلقنا الإنسان
في احسن تقويم ، ثم رددناه اسفل سافلين"(1). بحيث يعطي لكل طالب
فرصة لتذوق أنواع من الفاكهة مثل البرتقال ، الموز ، التفاح ،
الكرز ، المشمش ، الخوخ ، التين .
-
يقوم الطلاب بالتعرف على أهمية الخضار وتذكر الآية التي يشار فيها
إلى نوع من أنواع الخضار في القران الكريم مثل الثوم ، البصل ،
البقل." وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك
يخرج ."(2).
ستخدام نظرية التعليم السلوكي ضمن نشاط صفي:
تطبيق نظرية التعليم السلوكي من خلال التعزيز عن طريق استخدام
كلمات الإطراء والمدح عند قيام الطفل بإتقانه لمعرفة مجموعات
التغذية الكاملة وذكر عناصر المجموعات والتعرف على الفيتامينات
التي تحتوي عليها أنواع التغذية المختلفة .أيضا ، إعطاء الطفل
ملصقات ملونة عند انتهاء هذا النشاط ،إلى جانب اعطائه إشارة تدل
على إنهائه لنشاط مجموعات التغذية.
(1) سورة التين, آية رقم 1-4
(2) سورة البقرة, آية رقم 61
هدف نشاط التعرف على الغذاء الصحي :
التعرف على فائدة الغذاء السليم من خلال تناول بعض من الفاكهة
والخضار وغير ذلك من الغذاء السليم وبالتالي استخدام حاسة الشم
والتذوق في إدخال المعلومات عن الغذاء السليم وتخزينها في الذاكرة
ودلك لما ثبت علميا" عن أهمية استخدام الحواس أثناء عملية التعلم.
وأيضا من خلال التفاعل مع تجربة تناول الفاكهة والخضار وإلحاق هذه
التجربة بمشاركة حسية.
وتوزع الملصقات التشجيعية للطلاب بانتهاء هذا النشاط ويطلب من
الأهالي اخذ أطفالهم إلى السوبر ماركت لمشاركتهم في اختيار بعض
الفواكه والخضار وشرائها وتناولها في المنزل .
خطوات النشاط :
1. التعرف على مجموعات التغذية .
2. وضع لائحة بثلاث وجبات مكونة من مجموعات التغذية .
3. تناول إحدى الوجبات داخل الفصل تحتوي على مجموعة التغذية
الكاملة.
4. التعرف على الفيتامينات الموجودة في مجموعات التغذية وفائدتها
على الجسم والصحة .
وتعتمد نظرية التعليم السلوكي على خلق جو إيجابي في الفصل ووضع
الطالب في حالة تهيؤ مناسبة للتعلم من خلال عملية التطوير الإيجابي
والتشجيع بإعطاء الحوافز .
|